responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 525
[من سلوك المؤمن: غض البصر، وحفظ الفرج] (1)
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ [النور: 30].
فى الآية الكريمة: الأمر بغض البصر، وهو: خفضه وكفّه عن محارم الله تبارك وتعالى، وفيها: الأمر بحفظ الفرج، وهو: صيانته عن غير من تحل له من زوجة أو ملك يمين: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ [المؤمنون: 6، 7].
وفى الآية: بيان الحكمة فى ذلك، وهو: أن هذا هو الأزكى والأطهر والأسلم والأخلق بشهامة الرجولة وعفّة الإيمان.
وفيها: التحذير من غضب الله ومقته، وعظيم رقابته لخلقه إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ [النور: 30].
أيها الأخ المسلم: هذه العين الباصرة من نعم الله عليك، وتصوّر أنك فقدتها- أمتعك الله بسمعك وبصرك وقوتك-فماذا يكون حالك؟ وما مبلغ الخسارة العظيمة التى تشعر بها حينذاك؟
هذه النعمة التى أعطاكها الله لتصرفها فى فائدتك، ولتشكره عليها باستخدامها فى طاعته، ولو شاء لسلب نعمته، ولئن سلب نعمته ليكونن الشقاء فى الدنيا والآخرة.
ثم ماذا تستفيد أيها الأخ من إدامة النظر إلى المحارم، ومن الولوغ فى المعاصى والمآثم؟ لا شىء، إلا تعب القلب، وغماء الضمير، وخسارة المال، وفقدان الشرف، وانهدام الصحة، والابتلاء بالأمراض، ويرحم الله القائل:
وإنك إن أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذى لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

(1) نشرت فى مجلة (النذير) فى العدد (22) من السنة الثانية الصادر فى 29 من جمادى الأولى سنة 1358 هـ.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست